فيلم “في الأمواج والحرب” على نتفليكس
بالنسبة لبعض المحاربين القدامى، تعتبر المخدرات الشافية الملاذ الأخير لعلاج آثار اضطراب ما بعد الصدمة. في الوثائقي في الأمواج والحرب، الذي بدأ عرضه على نتفليكس في 3 نوفمبر 2025، يواجه مجموعة من قوات النخبة البحرية الأمريكية (Navy SEALS) نقطة الانهيار، حيث يفكر البعض منهم في الانتحار، عندما يقررون السفر إلى عيادة في المكسيك للخضوع لعلاج الإيبوجاين بمساعدة المخدرات لمكافحة اضطراب ما بعد الصدمة المقاوم للعلاج، وإصابات الدماغ، والاكتئاب الشديد. تصبح رحلتهم نحو الشفاء محور القصة، التي تكتسب زخمًا بين صانعي القرار. مؤخرًا، تم عرض الفيلم على الهيئة التشريعية لولاية تكساس، التي صوتت للموافقة على 50 مليون دولار من التمويل الحكومي لتجارب تطوير دواء الإيبوجاين.
تحديات صناعة الفيلم
أخرج الفيلم جون شينك وبوني كوهين، وقد كان المشروع الأكثر تعقيدًا الذي عمل عليه الثنائي، وكذلك الأكثر إرضاءً من الناحية الفنية. توقف شينك وكوهين عن جدول أعمالهما لمناقشة كيفية بدء المشروع، وتطوره الإبداعي، والتحديات التي واجهتهما في تحقيق الفيلم.
إيريس دوربيان: كيف بدأ مشروع الفيلم هذا؟
جون شينك: في عام 2019، قدم المنتج التنفيذي جاميس ماكنيفين فريق صناعة الأفلام إلى أمبر وماركوس كابوني. كان ماركوس، وهو ضابط متقاعد من قوات النخبة البحرية، وزوجته أمبر، قد بدأوا في التحدث علنًا عن بروتوكول العلاج بالمخدرات الذي خضع له كجهد أخير للعثور على الراحة من أعراض إصابة الدماغ، واضطراب ما بعد الصدمة المقاوم للعلاج، والقلق، والاكتئاب – وهي حالات ناتجة عن 13 عامًا من الانتشار المستمر في أفغانستان والعراق.
نظرًا لأن مجتمع قوات النخبة البحرية معروف بخصوصيته، استغرق بناء الثقة وقتًا. أردنا فهم الثقافة من الداخل، لذا قضينا شهورًا في مقابلة المحاربين القدامى الذين سافروا إلى المكسيك للعلاج بالإيبوجاين و5-MeO-DMT. في النهاية، قررنا التركيز على عائلة كابوني ومجموعة قريبة من قوات النخبة البحرية الذين تدرب معهم ماركوس وخدم.
أصبح واضحًا لنا أن القوة الدافعة لهؤلاء المحاربين القدامى كانت رغبتهم في مساعدة بعضهم البعض. في الميدان، يتعلمون أنه لا يُترك أحد وراءه. في الفيلم، يقود هذا المبدأ نوعًا جديدًا من المعركة: مواجهة وباء الانتحار بين المحاربين القدامى.
دوربيان: ما الذي جعلك تختار هذه المجموعة من المحاربين القدامى؟
بوني كوهين: حذرتنا أمبر في وقت مبكر أننا سنحتاج إلى العثور على محاربين قدامى من قوات النخبة البحرية الذين لا يرغبون في الظهور في الفيلم. شرحت أن ثقافة قوات النخبة البحرية تشكك بشدة في أي شخص يتحدث علنًا عن تجاربه في الجيش. يحظى الاحترام عادةً لأولئك الذين يبقون متواضعين.
كان من المهم أيضًا أن نعمل مع شخص لم يخضع بعد للعلاج بالمخدرات، حتى نتمكن من توثيق التحول بشكل مباشر. في الفيلم، نلتقي بـ DJ شيبلي وماتي روبرتس إلى جانب ماركوس كابوني. في البداية، كان ماتي مترددًا في المشاركة في العلاج أو التصوير، لكنه وافق في النهاية على كليهما. الرحلة التي وثقناها كانت خام، درامية، وشخصية للغاية.
دوربيان: هل كانت هناك أي تحديات في صناعة هذا الوثائقي؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي وكيف تم حلها؟
شينك: كان هذا فيلمًا صعبًا لصنعه لسببين رئيسيين. الأول هو الوصول والثقة. كان صنع فيلم داخل مجتمع لا يفتح عادةً أبوابه للغرباء تحديًا بحد ذاته. تطلب ذلك صبرًا وتواضعًا واستعدادًا لتحمل المخاطر. كانت هناك مرات عديدة عندما كنا نجمع معداتنا، ونشكل طاقمًا، ونستقل طائرة – غالبًا مع القليل من الأمل والدعاء أن يوافق شخص ما على مقابلتنا والسماح لنا بالتصوير. أحيانًا كان ذلك يعمل، وأحيانًا لم يكن، وكان علينا أن نكون على ما يرام مع هذا الغموض.
التحدي الرئيسي الثاني كان معرفة كيفية تصوير ما اختبره أفراد قوات النخبة البحرية خلال علاجاتهم بالمخدرات. أردنا تمثيل تلك اللحظات بدقة واحترام قدر الإمكان، ولكن بالطبع، لم يكن هناك شيء يمكننا تصويره مباشرة. أدت هذه القيود في النهاية إلى أحد الاختراقات الإبداعية للفيلم: استخدام الرسوم المتحركة لتصوير تجربة الإيبوجاين.
دوربيان: ما هو هدفك النهائي من هذا الوثائقي؟ ما هي الرسالة التي تريد نقلها أكثر؟
كوهين: في جوهره، هذا الفيلم يدور حول الاتصال. نريد أن نذكر الناس بأن الصدمة تؤثر علينا جميعًا، وأنه بالنسبة للبعض، يمكن أن تقدم هذه العلاجات التي تغير الحياة طريقًا للعودة – نحو الشفاء، نحو الأمل، نحو أنفسهم. من خلال قصص إنسانية حميمة، نهدف إلى إظهار كيف يمكن أن يمتد تأثير تحول شخص واحد إلى عائلة، مجتمع، وحتى الثقافة بشكل عام.
