إسرائيل تضرب عدة بلدات في جنوب لبنان مع تصاعد الهجمات

تصاعد الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان

شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على ثلاث بلدات على الأقل في جنوب لبنان، وهي محروانة وجبع والمجادل، على الرغم من وجود وقف إطلاق النار منذ نوفمبر الماضي.

وفقًا لوكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، أدت الهجمة على جبع يوم الخميس إلى تدمير مبنى في منطقة سكنية مكتظة، وتسببت في أضرار كبيرة للمباني المجاورة.

تحذيرات من الجيش الإسرائيلي

جاءت الضربة على المجادل بعد ساعة تقريبًا من إصدار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيرات بإخلاء المدينة. في منشور على منصة X، نشر أدرعي خرائط تحدد عدة مباني في المجادل وبراشيت كأهداف، وأمر السكان بإخلاء المنطقة التي تبعد أكثر من 300 متر (984 قدم) عن المباني المحددة، والتي زعم أنها استخدمت من قبل حزب الله.

تعتبر هذه الهجمات أحدث انتهاكات لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، بعد صراع بدأ في أكتوبر 2023. منذ سريان هذا الهدنة، نفذت إسرائيل هجمات شبه يومية عبر لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، بما في ذلك 127 مدنيًا، وفقًا للأمم المتحدة.

قالت زينة خضر، مراسلة الجزيرة في لبنان، إن توقيت هجمات الخميس كان حاسمًا حيث جاء بعد يوم من “تحول غير مسبوق في طبيعة” المحادثات اللبنانية مع إسرائيل. عقدت الدولتان أول محادثات مباشرة لهما منذ عقود هذا الأسبوع، سعيًا لتوسيع اتفاق السلام بينهما، على الرغم من أن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام قلل لاحقًا من أهمية الاجتماعات، قائلًا إنها ليست جزءًا من أي تحرك نحو التطبيع.

أضافت خضر أن الغارات الجوية المستمرة تشير إلى رسالة إسرائيل بأن “المفاوضات ستجرى تحت النار، حتى يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل”. وثق مسؤولو الجيش اللبناني 5198 انتهاكًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار، بما في ذلك 657 غارة جوية، حتى نهاية نوفمبر.

تقول إسرائيل إن عملياتها تستهدف أعضاء حزب الله والبنية التحتية لمنع الجماعة المسلحة من إعادة بناء قدراتها العسكرية والظهور كقوة في البلاد. يتطلب وقف إطلاق النار من الجانبين وقف الأعمال العدائية، مع مسؤولية لبنان عن منع الجماعات المسلحة من مهاجمة إسرائيل، والتزام إسرائيل بإنهاء الأعمال العسكرية الهجومية.

ومع ذلك، تواصل القوات الإسرائيلية احتلال ما لا يقل عن خمس مواقع داخل الأراضي اللبنانية ولم تنسحب على الرغم من شروط الاتفاق.

تصاعدت التوترات بعد غارة إسرائيلية في بيروت قتلت قائدًا بارزًا في حزب الله في أواخر نوفمبر، مما شكل أول هجوم على العاصمة اللبنانية منذ أشهر. دعت مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تحقيقات في الغارات الإسرائيلية، محذرًا من انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي، خاصة بعد الهجوم على مخيم عين الحلوة للاجئين في ضواحي مدينة صيدا الساحلية الذي أسفر عن مقتل 11 طفلًا.

بدأ الصراع في 8 أكتوبر 2023، عندما أطلق حزب الله صواريخ على مواقع الجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة. منذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، معظمهم خلال القتال المكثف من سبتمبر إلى نوفمبر 2024، وتعرض أكثر من 1.2 مليون شخص للنزوح.

تتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط من واشنطن لنزع سلاح حزب الله، وهو أحد شروط وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال، لكن الجماعة رفضت مثل هذه الدعوات.

About كريم الديب

كريم الديب صحفي مصري متخصص في الاقتصاد والإعلام. يقدم تحليلات وتقارير مميزة عن الأسواق العربية والعالمية، ويهتم بمتابعة التطورات الاقتصادية والتجارية التي تؤثر في العالم العربي.

View all posts by كريم الديب →