تناول الفول السوداني يعزز تدفق الدم إلى الدماغ
أظهرت دراسة جديدة أن تناول حصة يومية من الفول السوداني قد يساعد كبار السن في تحسين تدفق الدم إلى أدمغتهم وزيادة الذاكرة.
في دراسة نُشرت في مجلة التغذية السريرية، قام علماء من معهد NUTRIM في مركز جامعة ماستريخت الطبي في هولندا باختبار ما إذا كان هذا الطعام البسيط والرخيص يمكن أن يحدث فرقًا ملحوظًا في أدمغة الناس مع تقدمهم في العمر.
قام الفريق بتجنيد 31 من كبار السن الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عامًا. في فترة من الدراسة، تناول المشاركون 60 جرامًا من الفول السوداني المحمص بدون ملح يوميًا لمدة 16 أسبوعًا. وفي مرحلة أخرى، تجنبوا تناول الفول السوداني تمامًا، وفقًا لبيان صحفي.
كانت الترتيبات عشوائية، وكان هناك فترة استراحة مدتها ثمانية أسابيع بين الفترتين حتى لا تؤثر نتائج الفترة الأولى على الثانية.
خلال الدراسة، قام الباحثون بقياس تدفق الدم في الدماغ باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي المتخصصة واختبروا الذاكرة باستخدام مجموعة قياسية من القياسات المعرفية.
نتائج الدراسة
في نهاية فترة استهلاك الفول السوداني، أظهرت النتائج أن تدفق الدم في الدماغ زاد بنسبة 3.6% بشكل عام. كما كانت هناك تحسينات أقوى قليلاً في المادة الرمادية، وهي الأنسجة المسؤولة عن الذاكرة والعاطفة واتخاذ القرار.
قال بيتر يوريس، دكتوراه، مؤلف الدراسة وأستاذ مشارك في قسم علوم التغذية والحركة في مركز جامعة ماستريخت الطبي: “تدفق الدم الدماغي هو علامة فسيولوجية مهمة، لأن وجود تدفق قوي للدم إلى الدماغ يساهم في صحته”.
وأضاف: “وجدنا أن الاستهلاك طويل الأمد للفول السوداني المحمص بدون ملح يحسن تدفق الدم الدماغي العام، مما يشير إلى تحسين شامل في وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ”.
كانت هذه الزيادات ملحوظة بشكل خاص في الفصين الجبهي والصدغي، وهما منطقتان مهمتان للتفكير المتقدم واللغة.
كما حقق المشاركون أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة اللفظية، بحوالي 5.8%.
لم تظهر مجالات التفكير الأخرى، مثل الوظيفة التنفيذية وسرعة الاستجابة، تحسنًا ذا دلالة.
أفادت الدراسة أيضًا بوجود انخفاضات طفيفة في ضغط الدم الانقباضي وضغط النبض، مما يشير إلى فوائد أوسع للصحة الوعائية.
أشار مؤلفو الدراسة إلى أن الفول السوداني يحتوي على عدة مغذيات قد تدعم وظيفة الأوعية الدموية، بما في ذلك الدهون غير المشبعة، والبروتين النباتي، والألياف، والبوليفينول، وبعض الأحماض الأمينية.
كتب يوريس: “الفول السوداني غني بشكل خاص بالبروتين النباتي ويحتوي على تركيزات عالية من L-أرجينين، وهو حمض أميني مهم للصحة الوعائية”.
نظرًا لأن الفول السوداني تم تحميصه بقشره، فقد استهلك المشاركون أيضًا مضادات أكسدة إضافية. معًا، قد تساعد هذه المكونات في تفسير التحسينات الملحوظة في تدفق الدم والذاكرة.
ومع ذلك، كانت الدراسة محدودة بعدد العينة الصغيرة وكون جميع المشاركين من كبار السن الأصحاء، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت النتائج ستظل صحيحة في مجموعات أكبر أو بين الأشخاص الأصغر سنًا أو الذين يعانون من حالات طبية.
استمرت التجربة لبضعة أشهر فقط، لذا لا يمكنها إظهار ما إذا كانت هذه الفوائد تستمر مع مرور الوقت أو تؤثر على خطر الخرف على المدى الطويل.
بشكل عام، يُوصى باختيار الفول السوداني غير المملح أو المحمص قليلاً أو النيء بدلاً من الأنواع المملحة أو المحمصة بالزيت، وينبغي أن تكون الحصص المعتدلة متوازنة مع البروتينات الصحية والخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
دعم دراسة NUTRIM تم بتمويل من مؤسسة معهد الفول السوداني، على الرغم من أن المؤسسة لم يكن لها دور في تصميم الدراسة أو تنفيذها أو تحليل البيانات أو كتابة المخطوطة.

