أجواء الأمل في بيت لحم
بين الحرب الإسرائيلية على غزة والاعتداءات اليومية على بيت لحم ومدن أخرى في الضفة الغربية، عانى الفلسطينيون من معاناة كبيرة خلال العامين الماضيين. لم يكن هناك الكثير للاحتفال به، وتم إلغاء جميع الاحتفالات العامة بعيد الميلاد في السنوات الماضية.
لكن يوم السبت، أضأت شجرة عيد الميلاد في ساحة المهد، خارج كنيسة المهد، للمرة الأولى منذ عام 2022، مما جلب بصيص أمل للجماهير التي تجمعّت هناك.
احتفالات متواضعة
قالت مراسلة الجزيرة، نور عودة، “إن إضاءة شجرة عيد الميلاد كانت حقًا شيئًا من البهجة التي كان الجميع بحاجة إليها”. وأضافت: “لم أرَ الساحة ممتلئة منذ فترة طويلة، وكانت مليئة بالعائلات والشخصيات المهمة، والناس الذين جاءوا من جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة وحتى من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل”.
عادةً ما تكون احتفالات إضاءة شجرة عيد الميلاد في بيت لحم أكثر حيوية وبهجة مع الرقصات والأغاني، ولكن احتفالات هذا العام كانت “متواضعة”، حيث اقتصرت على “ترانيم وصلوات من أجل السلام”.
تعاني بيت لحم، حيث يعتقد المسيحيون أن يسوع وُلِد، من أزمة اقتصادية شديدة، حيث أُجبرت العديد من الأعمال التجارية التي كانت قائمة منذ أجيال على إغلاق أبوابها بسبب القيود الإسرائيلية القاسية.
قال جاك غاكايمان، صاحب أحد الأعمال: “انتقل أفراد من العائلة إلى دول أخرى فقط لمواصلة العيش ودعم الآخرين هنا. بالطبع، لا يمكنك تغطية النفقات العالية والإيجارات المرتفعة”.
تواجه الفنادق مثل فندق المهد في بيت لحم، الذي يبعد خطوات قليلة عن كنيسة المهد، نقصًا كبيرًا في الزوار منذ عامين.
قال فares Banak، مالك الفندق: “بخلاف ذلك، سيكون هنا كارثة. عندما تترك سيارة لمدة عامين، لن تعمل مرة أخرى. وهذا ما فعلناه”.
ارتفعت معدلات البطالة والفقر في الضفة الغربية المحتلة خلال العامين الماضيين. قال سمير حازبون، ممثل غرفة تجارة بيت لحم: “معدل البطالة يبلغ 34% وزاد عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر. أكثر من 40% يكافحون من أجل البقاء”.
عانت بيت لحم أيضًا من انخفاض تاريخي في السياحة، حيث شهدت المدينة انخفاضًا بنسبة 90% في عدد الزوار مقارنةً بعامين مضيا. وتضيف غرفة التجارة أن المدينة فقدت 1.5 مليون دولار يوميًا خلال هذه الفترة.
على الرغم من أن احتفالات إضاءة شجرة عيد الميلاد هذا العام كانت أكثر تواضعًا من السنوات السابقة، إلا أن عودة قالت إن الفلسطينيين في بيت لحم يرونها “فرصة لإدخال بعض الفرح إلى أطفالهم، ومن جهة أخرى لإخبار العالم أن بيت لحم مفتوحة ومستعدة لاستقبالهم” على أمل “إعادة الحياة إلى اقتصادهم المختنق”.

