فيضانات مدمرة تضرب كولومبو
اجتاحت الفيضانات المدمرة أجزاء من العاصمة كولومبو، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 193 وما زال 228 شخصًا في عداد المفقودين، وفقًا لمركز إدارة الكوارث (DMC).
أدت الأمطار الغزيرة التي استمرت أسبوعًا بسبب الإعصار “ديتوواه” إلى حدوث فيضانات وانزلاقات أرضية في جميع أنحاء الجزيرة، حيث بدأ حجم الدمار في المنطقة الوسطى يظهر الآن فقط مع قيام عمال الإغاثة بفتح الطرق المسدودة.
إعلان حالة الطوارئ
قال مسؤول في DMC: “على الرغم من أن الإعصار قد غادرنا، إلا أن الأمطار الغزيرة في المنبع تغمر الآن المناطق المنخفضة على ضفاف نهر كيلاني”، حيث تواجه الأجزاء الشمالية من العاصمة ارتفاع منسوب المياه.
في منطقة وينناواتي، فرّت سيلفي البالغة من العمر 46 عامًا من منزلها الغارق حاملة ما تستطيع إنقاذه. وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية: “منزلي غارق بالكامل. لا أعرف إلى أين أذهب، لكنني آمل أن يكون هناك مأوى آمن حيث يمكنني أخذ عائلتي”.
مع تراجع المياه في مانامبيتي، التي تبعد 250 كم شمال شرق كولومبو، أصبح حجم الدمار واضحًا. قال ساكن يبلغ من العمر 72 عامًا: “مانامبيتي مدينة معرضة للفيضانات، لكنني لم أرَ مثل هذا الحجم من المياه من قبل”.
تسبب الكارثة في احتياجات طبية عاجلة، حيث كانت إمدادات الدم منخفضة بشكل حرج. أفاد لاكشمان إيديريسينغ، رئيس بنك الدم، بأنه تم استلام 236 وحدة فقط يوم السبت مقابل حاجة يومية تبلغ 1500. وقال: “بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة، لم نتمكن من إجراء حملاتنا المتنقلة لجمع الدم”، داعيًا المتبرعين لزيارة بنوك الدم.
وحذر المسؤولون من استمرار مخاطر الانزلاقات الأرضية حيث لا تزال المنحدرات الجبلية مشبعة بمياه الأمطار.
أعلن الرئيس أنورا كومارا ديسانايك حالة الطوارئ يوم السبت وطلب المساعدة الدولية. استجابت الهند على الفور بإمدادات الإغاثة وطائرات الإنقاذ، بينما تعهدت باكستان واليابان أيضًا بتقديم الدعم.
دمر الإعصار أكثر من 25,000 منزل، مما أجبر 147,000 شخص على الانتقال إلى ملاجئ مؤقتة، مع حاجة 968,000 آخرين للمساعدة بعد أن تم تشريدهم. يعمل أفراد الجيش جنبًا إلى جنب مع المستجيبين المدنيين في جهود الإغاثة الضخمة.
تعتبر هذه الكارثة أسوأ كارثة طبيعية في سريلانكا منذ عام 2017، عندما أسفرت الفيضانات والانزلاقات الأرضية عن مقتل أكثر من 200 شخص. كانت أسوأ فيضانات في البلاد في هذا القرن في يونيو 2003، حيث أسفرت عن مقتل 254 شخصًا.
