إطلاق سراح هيرنانديز
أطلقت السلطات في الولايات المتحدة سراح الرئيس السابق لهندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي كان يقضي عقوبة طويلة في السجن بتهمة تهريب المخدرات، بعد أن عفا عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أكد محامي هيرنانديز، ريناتو ستابيلي، أن الرئيس السابق أُطلق سراحه يوم الثلاثاء، بعد يوم من حصوله على العفو.
تفاصيل العفو
قال ستابيلي في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الجزيرة: “أصدر الرئيس ترامب عفواً كاملاً وغير مشروط، تم التوقيع عليه في 1 ديسمبر 2025. تم الإفراج عن الرئيس هيرنانديز من السجن في وقت مبكر من صباح اليوم”.
أظهر سجل السجون الفيدرالية أن هيرنانديز أُطلق سراحه من مركز احتجاز في فرجينيا الغربية بعد قضائه أكثر من ثلاث سنوات في السجن الأمريكي.
في العام الماضي، حُكم على هيرنانديز بـ 45 عاماً لتورطه في مخطط لتصدير الكوكايين إلى الولايات المتحدة، والذي وصفه المدعون بأنه “واحد من أكبر وأعنف مؤامرات تهريب المخدرات في العالم”.
أعلن ترامب عن خطط للعفو عن الرئيس السابق لهندوراس الأسبوع الماضي، حيث دعا الشعب في البلاد لدعم المرشح اليميني نازري “تيتو” أسفورا، وهو عضو في حزب هيرنانديز.
كتب ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء: “سأمنح عفواً كاملاً وشاملاً للرئيس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز الذي عومل بقسوة وعدم إنصاف وفقاً للعديد من الأشخاص الذين أكن لهم احتراماً كبيراً”.
“لا يمكن السماح بحدوث ذلك، خاصة الآن، بعد فوز تيتو أسفورا في الانتخابات، عندما ستسير هندوراس نحو نجاح سياسي ومالي كبير”.
تم إدانة هيرنانديز بتلقي ملايين الدولارات كرشاوى من منظمات تهريب المخدرات العنيفة على مدى 18 عاماً، استخدمها لتعزيز صعوده في السياسة.
قالت وزارة العدل الأمريكية بعد الحكم عليه في العام الماضي: “خلال مسيرته السياسية، أساء هيرنانديز استخدام مناصبه القوية وسلطته في هندوراس لتسهيل استيراد أكثر من 400 طن من الكوكايين إلى الولايات المتحدة”.
خلال محاكمته، نفى هيرنانديز تلقيه رشاوى من تجار المخدرات، مشيراً إلى أنه قام بمكافحة تجارة المخدرات واستشهد بتعاون إدارته مع الجيش الأمريكي.
يأتي عفو ترامب عن هيرنانديز في وقت تنفذ فيه إدارته غارات جوية قاتلة ضد قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، التي تقول إنها تحمل مخدرات – وهي حملة يقول النقاد إنها تنتهك القانون المحلي والدولي.
كما هدد ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد اتهامه دون دليل بقيادة كارتل مخدرات وصفته الولايات المتحدة بأنه مجموعة “إرهابية”.
كما زادت واشنطن من وجودها العسكري في البحر الكاريبي فيما تسميه عملية لمكافحة تهريب المخدرات، مما أثار تكهنات حول حرب محتملة للإطاحة بمادورو.
لقد زاد العفو عن هيرنانديز من انتقادات نهج إدارة ترامب تجاه أمريكا اللاتينية.
قالت السيناتور الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين: “بصفته رئيساً، ساعد خوان أورلاندو هيرنانديز شخصياً كارتل سينالوا وإل تشابو في تهريب المخدرات القاتلة إلى الولايات المتحدة. المخدرات التي قتلت أمريكيين”.
“لكن بدلاً من الوقوف مع إنفاذ القانون الذين جلبوا هيرنانديز إلى العدالة، يترك ترامب هذا المجرم حراً”.
في هندوراس، جرت انتخابات يوم الأحد، لكن السباق لا يزال قريباً جداً من الحسم، حيث يتقدم الصحفي الرياضي سالفادور نصر الله على أسفورا بفارق بضع مئات من الأصوات.
يواصل ترامب – الذي يزعم زيف خسارته في انتخابات 2020 أمام الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بسبب تزوير واسع النطاق – التشكيك في نتيجة التصويت في هندوراس.
كتب على منصته “Truth Social” يوم الاثنين: “يبدو أن هندوراس تحاول تغيير نتائج انتخابات رئاستها، إذا فعلوا ذلك، سيكون هناك جحيم لدفع الثمن!”.
