أصول الطاعون الأسود
يُسبب الطاعون بواسطة بكتيريا Yersinia pestis. يُطلق على الطاعون الأسود اسم موجة الطاعون الكبرى التي اجتاحت أوروبا من عام 1347 إلى 1351.
إذا تعرض الشخص لعضة من حيوان، مثل البرغوث أو القوارض، المصاب بالبكتيريا، فإنه سيظهر عليه أعراض تضخم الغدد الليمفاوية المعروفة باسم “البثور”، وقد يصاحبه خليط من الحمى، والتعب، والتقيؤ، والغثيان، وآلام الجسم.
إذا كانت الرئتان مصابتين، فإن الطاعون الدبلي يتحول إلى طاعون رئوي – وهو نوع ينتشر بسرعة ودائمًا ما يكون قاتلًا.
لحسن الحظ، أدى تطوير المضادات الحيوية القاتلة للبكتيريا إلى تقليص الطاعون إلى الماضي. لكنه لا يزال يمثل مشكلة في بعض مناطق العالم، خاصة في مدغشقر، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبيرو. وتستمر الحالات في الظهور في غرب الولايات المتحدة، وأجزاء من البرازيل وبوليفيا، وجنوب ووسط آسيا.
دراسة جديدة حول الطاعون الأسود
تشير الأبحاث إلى أن كارثة مناخية أجبرت على إعادة التفكير في طرق التجارة كانت مسؤولة على الأرجح عن إدخال الطاعون إلى أوروبا وتسبب الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر. نُشرت الدراسة في مجلة Communications Earth & Environment، حيث جمعت بين السجلات التاريخية ودراسات أنوية الجليد القطبي وحلقات الأشجار الأوروبية.
يستنتج الباحثون مارتن باوخ من معهد لايبنيز في ألمانيا، وأولف بونتغن من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، أن ثوران بركاني غير محدد حوالي عام 1345 أطلق رمادًا وكبريتًا مسببًا لتبريد المناخ في الغلاف الجوي للأرض، مما أدى إلى فشل المحاصيل عبر البحر الأبيض المتوسط.
هذا أجبر المدن الساحلية القوية على فتح التجارة مع الهضبة الذهبية، التي كانت تهيمن على وسط آسيا في ذلك الوقت. ومن خلال ذلك، تم توفير ممر آمن لبكتيريا Yersinia pestis، التي تسببت في الطاعون الأسود، إلى أوروبا.
كانت الدول الإيطالية قد طورت استراتيجيات ناجحة للأمن الغذائي، ولكنها لم تكن قادرة على مواجهة الطاعون.
قال باوخ، الذي هو مؤرخ بيئي: “من خلال مجموعة من عدة مصادفات في وقت واحد، تحصل على تأثير جانبي لم تكن تتوقعه. لم يكن بإمكانك – من منظور القرن الرابع عشر – حساب وتوقع حدوث ذلك – نفس النظام الذي ينقذك بنجاح من المجاعة، سيؤدي إلى موت جماعي إذا وصل الطاعون الأسود إلى مدينتك”.
