فنزويلا: كارثة وكالة الاستخبارات المركزية غير السرية

تقرير عن العمليات الأمريكية في فنزويلا

نشرت وكالة رويترز يوم السبت تقريرًا حصريًا يفيد بأن الولايات المتحدة “تستعد لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات المتعلقة بفنزويلا في الأيام المقبلة”. استند التقرير إلى أربعة مسؤولين أمريكيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم. وأشار اثنان من المسؤولين إلى أن العمليات السرية ستكون الخطوة الأولى في هذه “التحركات الجديدة” ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

لم يكن هذا الخبر مفاجئًا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أكثر من شهر أنه قد منح وكالة الاستخبارات المركزية الضوء الأخضر للقيام بعمليات سرية في فنزويلا، وهو نهج غير معتاد حيث لا يتم عادةً الإعلان عن الأعمال التي يُفترض أن تكون سرية.

التصعيد العسكري الأمريكي في المنطقة

من المعروف أن الولايات المتحدة تشرف على تعزيز عسكري ضخم في المنطقة، حيث يوجد حوالي 15000 جندي أمريكي حاليًا هناك تحت غطاء مكافحة “الإرهاب المخدرات”. منذ أوائل سبتمبر، ترأس ترامب أيضًا عمليات إعدام خارج نطاق القانون في البحر الكاريبي، حيث أمر مرارًا بقصف ما يدعي أنها قوارب تهريب المخدرات.

بالإضافة إلى انتهاك القوانين الدولية والأمريكية، لم تسفر الضربات عن أي نتائج تذكر سوى إرهاب الصيادين المحليين.

لم يكن مفاجئًا أن الرئيس الذي تعهد بإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن الحروب قد وجد الآن صراعًا آخر لإشراك البلاد فيه. كما أن المبررات للاعتداء على فنزويلا لا تصمد أمام التدقيق.

على سبيل المثال، سعت إدارة ترامب إلى إلقاء اللوم على مادورو في أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة، لكن هناك مشكلة بسيطة وهي أن فنزويلا لا تنتج حتى هذا الأفيون الاصطناعي.

ومع ذلك، في 13 نوفمبر، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث عبر منصة X أن التعزيز العسكري الأمريكي الضخم قبالة سواحل فنزويلا هو مهمة “تحمي وطننا، وتزيل الإرهابيين من نصف الكرة الأرضية، وتؤمن وطننا من المخدرات التي تقتل شعبنا”.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الإدارة هي نفسها التي كانت تهدد بتجويع الأمريكيين الفقراء من خلال حجب المساعدات الغذائية الأساسية، مما يشير إلى أن رفاهية “شعبنا” ليست من أولوياتها.

مثل سلفه هوغو تشافيز، كان مادورو دائمًا شوكة في خاصرة الإمبراطورية الأمريكية، ومن هنا تأتي الحملة الحالية لتشويهه كـ”إرهابي مخدرات” تمهيدًا لتغيير النظام. كما أنه هدف مفضل لوزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يُعتبر المهندس الرئيسي لخطط واشنطن الحربية في فنزويلا.

وفقًا لتقرير رويترز عن العمليات “المتعلقة بفنزويلا”، قال اثنان من المسؤولين الأمريكيين الذين تم استشارتهم للوكالة إن “الخيارات قيد النظر تشمل محاولة الإطاحة بمادورو”. إذا نجحت الخطط، سينضم روبيو إلى قائمة طويلة من السياسيين الأمريكيين الذين تسببوا في دمار مميت في الخارج من أجل مكاسب سياسية في الداخل.

في غضون ذلك، أفادت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت بأن البيت الأبيض قد “اقترح فكرة استخدام الطائرات العسكرية الأمريكية لإسقاط منشورات فوق كراكاس كعملية نفسية” للضغط على مادورو.

يبدو أن هذا يشبه صفحة من كتاب اللعب العسكري الإسرائيلي القديم.

About كريم الديب

كريم الديب صحفي مصري متخصص في الاقتصاد والإعلام. يقدم تحليلات وتقارير مميزة عن الأسواق العربية والعالمية، ويهتم بمتابعة التطورات الاقتصادية والتجارية التي تؤثر في العالم العربي.

View all posts by كريم الديب →