إعادة افتتاح متحف الكنوز الليبية القديمة
أعيد افتتاح متحف القلعة الحمراء في طرابلس، وهو المتحف الذي يضم الكنوز القديمة لليبيا، لأول مرة منذ الانتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي، حيث تم الكشف عن مجموعة من الكنوز التي تمتد عبر آلاف السنين، من المومياوات القديمة إلى آثار تاريخ ليبيا المضطرب والمثير.
تاريخ المتحف وأهميته
كان يُعرف سابقًا باسم السرايا الحمراء، وقد كانت القلعة التي تضم المتحف معلمًا مركزيًا في العاصمة الليبية طرابلس. يضم المتحف مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي تعود إلى 5000 عام من التاريخ، بدءًا من العصور ما قبل التاريخ وصولًا إلى العصور الرومانية واليونانية والإسلامية في ليبيا.
تشمل المجموعات الفن والعمارة الإسلامية بالإضافة إلى أشياء من الحكم الاستعماري الإيطالي، والحرب العالمية الثانية، واستقلال ليبيا، مع معارض مخصصة للفترة ما قبل التاريخ والقبائل الليبية القديمة مثل الجرامنت.
قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، في حفل الافتتاح: “إعادة افتتاح المتحف الوطني ليست مجرد لحظة ثقافية، بل هي شهادة حية على أن ليبيا تبني مؤسساتها”.
أغلق المتحف في فبراير 2011 خلال الانتفاضة المدعومة من الناتو ضد القذافي، حيث بدأ المتظاهرون في مدينة بنغازي شمال شرق البلاد يطالبون باستقالته وإطلاق سراح السجناء السياسيين. ومع تصاعد الاحتجاجات، سيطر المتظاهرون على بنغازي وانتشرت الاضطرابات إلى طرابلس، حيث استخدمت الحكومة الليبية القوة القاتلة ضد المتظاهرين.
عندما شن المتمردون أول هجوم لهم على العاصمة الليبية في أغسطس من نفس العام، أفيد بأن مجموعة من المسلحين دخلت المتحف الوطني، معتقدين خطأً أنه يخفي مدخل نفق حكومي سري. ومع ذلك، ظلت القطع الأثرية في المتحف سليمة إلى حد كبير، على الرغم من أن سيارة فولكس فاجن بيتل تعود إلى القذافي كانت من بين الأشياء المرتبطة بالنظام التي تعرضت للتخريب.
في النهاية، تم الإطاحة بالقذافي بمساعدة تحالف دولي شمل الولايات المتحدة. بدأت أعمال التجديد للمتحف، الذي بُني في الثمانينيات وافتتحه القذافي، في مارس 2023 من قبل حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.
تشير إعادة افتتاح المتحف الوطني إلى تعافي القطاع الثقافي في البلاد، على الرغم من الديناميات السياسية غير المحلولة. لا تزال البلاد مقسمة بين إدارات في الغرب والشرق لم يكن لديها ميزانية موحدة لأكثر من عقد.
لكن مع اقتراب الانتخابات المخطط لها في 2026، قالت هاجر علي، زميلة بحث في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية، إن افتتاح المتحف يحمل رسالة سياسية. وأوضحت أن إعادة الافتتاح “تشبه نوعًا ما إثبات مفهوم الحكومة الغربية بأنها مستقرة، خاصة في ظل الانتخابات”.
وأضافت: “لا يوجد شيء ليس سياسيًا في ليبيا الآن. هذه حقًا رمز يمكن للجميع أن يتوحدوا حوله”.

