Home » المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على أراضٍ في اليمن

المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على أراضٍ في اليمن

المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على أراضٍ في اليمن

تعتبر المكاسب العسكرية التي حققتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن نقطة تحول كبيرة في الصراعات السياسية والعسكرية في البلاد.

تدور أحدث المعارك بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، المعروفة بمجلس القيادة الرئاسي، برئاسة رشاد العليمي. ومن المفارقات أن المجلس الانتقالي، الذي يقوده عيدروس الزبيدي، هو أيضاً عضو في مجلس القيادة الرئاسي اليمني. لكن العلاقة بين المجموعتين هشة ومتقلبة في بعض الأحيان.

أدانت الحكومة اليمنية التقدم العسكري الأخير للمجلس الانتقالي والاستيلاء على الأراضي في الجنوب، ووصفت المجموعة بالانفصاليين، واعتبرت أفعالهم “انتهاكاً صارخاً” لإطار المرحلة الانتقالية.

معركة حضرموت

تقوم التطورات السريعة بإعادة رسم خريطة السيطرة في اليمن، وقد يكون لها آثار أكبر على مستقبل البلاد. كانت سقوط حضرموت الأسبوع الماضي مفاجئاً، ورُؤي على أنه تطور صادم، على الرغم من أنه جاء بعد فترة طويلة من التوتر في المحافظة الغنية بالنفط. ظلت الحكومة اليمنية أكثر من مجرد متفرج، حيث احتفظت ببعض الألوية العسكرية في معسكراتها في حضرموت والمهرة.

استفاد المجلس الانتقالي من تفوقه العسكري وقواته الضخمة، حيث تقدم تقريباً دون مقاومة للاستيلاء على حضرموت والمهرة. كانت قوات الحكومة تفتقر إلى الأسلحة الحديثة والعدد الكافي من الجنود، وربما الإرادة للقتال.

كان سقوط حضرموت نقطة محورية وأهمية أكبر في نظر العديد من السياسيين اليمنيين، نظراً للوضع الخاص لهذه المحافظة محلياً وإقليمياً. وقد وجه ضربة قاضية لما تبقى من مكونات الوحدة اليمنية وشرعية الحكومة.

لماذا تعتبر حضرموت مهمة؟

تعتبر حضرموت محافظة حيوية في اليمن، حيث تشغل أكثر من ثلث مساحة البلاد، حوالي 200,000 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة. وهي موطن لأكبر حصة من ثروة اليمن النفطية، وتحتوي على أهم حقول النفط وموانئ التصدير.

تتميز حضرموت دائماً بطابعها السياسي والإداري الفريد، خاصة خلال النظام الاشتراكي الذي حكم الجنوب من أوائل السبعينات حتى 1990. وقد استمر هذا الطابع الفريد تحت الدولة الموحدة، حيث ظلت حضرموت تحكم من قبل أهلها.

الاستقلال الجنوبي غير القابل للتحقيق

كما تقول الباحثة في علم الاجتماع السياسي، فيروز الوالي، فإن المجلس الانتقالي لا يمتلك السلطة لإعلان الاستقلال الجنوبي، على الرغم من سيطرته العسكرية على الأرض، لأن هذا القرار يتطلب توافقاً سياسياً واسعاً ودعماً محلياً.

About كريم الديب

كريم الديب صحفي مصري متخصص في الاقتصاد والإعلام. يقدم تحليلات وتقارير مميزة عن الأسواق العربية والعالمية، ويهتم بمتابعة التطورات الاقتصادية والتجارية التي تؤثر في العالم العربي.

View all posts by كريم الديب →

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *