تحالف صمود: تصريحات يوسف تعمق أزمة الحرب في السودان
اعتبر تحالف القوى المدنية السودانية “صمود” أن تصريحات محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، التي أشاد فيها بمبادرة سلطة بورتسودان في مجلس الأمن الدولي، تُظهر انحيازاً للجيش، مشيراً إلى أنها تعقد أزمة الحرب في السودان وتشجع على الحل العسكري، متجاهلة الحل الذي نصت عليه خطة المجموعة الرباعية التي حظيت بإجماع كبير من المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي نفسه.
تصريحات مثيرة للجدل
جاءت تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المثيرة للجدل بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي أكد فيها استمراره في الحل العسكري ورفض أي مبادرة لا تتضمن “انسحاب الدعم السريع من المناطق التي يسيطر عليها ووضع سلاحه وإعادة تموضعه في مناطق محددة”.
استند البرهان في حديثه إلى المبادرة التي قدمها رئيس وزراء السلطة القائمة في بورتسودان في مجلس الأمن، حيث أكد جميع الأعضاء أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في السودان، وأن الحل السلمي هو الخيار الوحيد.
اتهامات بالانحياز
قال تحالف صمود في بيان له: “تصريحات يوسف تُظهر انحيازاً فاضحاً لطرف من أطراف القتال في السودان، وخروجاً متكرراً عن قرارات ونظم الاتحاد الإفريقي التي ترفض الحلول العسكرية وتؤكد على أهمية إنهاء النزاعات الداخلية بالطرق السلمية”.
وأضاف: “ما ورد في تصريحات يوسف ليس مجرد ثناء عابر، بل هو تزييف واضح للحقائق، حيث تجاهل خريطة طريق الرباعية التي سبق للاتحاد الإفريقي تأييدها، بما في ذلك مقترح الهدنة الإنسانية غير المشروطة لمدة ثلاثة أشهر، والتي تستكمل بعمليات سياسية ذات مصداقية بقيادة مدنية”.
وفي هذا السياق، أوضح تحالف صمود أن بيان رئيس وزراء سلطة بورتسودان في مجلس الأمن تزامن مع تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تركيا، التي أكد فيها بوضوح ترجيح الخيار العسكري، مما أدى إلى تنصله عن التزاماته السابقة بخارطة طريق الرباعية، وهو الموقف الذي أدانته الخارجية الأميركية بوصفه عائقاً أمام إحلال السلام.
وذكر التحالف: “بدلاً من أن ينسق رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مع بقية المواقف الدولية التي تضغط لوقف الحرب، جاء بيانه ليبارك خطة إطالة النزاع التي طرحتها سلطة بورتسودان”.
واتهم التحالف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بمحاولة تقديم الدعم السياسي لسلطة بورتسودان على حساب تاريخ ومواقف الاتحاد الإفريقي.
وطالب التحالف دول القارة الإفريقية برفض توظيف المنظمة لخدمة أجندة ومواقف لا تعبر عن روح ومبادئ الاتحاد الإفريقي، مشيراً إلى أن توجهات رئيس المفوضية “تفقد الاتحاد الإفريقي الحياد المطلوب للعب دور الوساطة بين الفرقاء السودانيين، في وقت يحتاج فيه السودان لتضافر الجهود لإحلال السلام الفوري والعادل”.
رفض أميركي
أكدت الولايات المتحدة في بيان صادر عن خارجيتها أنها تشعر بقلق بالغ إزاء خطاب البرهان، مشيرة إلى أن “خطاب قيادة الجيش يدعو إلى حلول عسكرية للأزمة ويشترط شروطاً مسبقة لأي هدنة، في حين ينبغي عليها السعي نحو السلام، بدلاً من استمرار الصراع”.
في هذا السياق، قال السفير الصادق المقلي: “حديث البرهان يعكس الارتباك، حيث أكد قبلها بأيام حرصه على الانخراط في جهود تحقيق السلام”.
وعبر المقلي عن خشيته من أن يكون رفض الحكومة السودانية لمبادرة الرباعية مدعاة لاضطرار أميركا اللجوء إلى الخيار البديل الذي تحدث عنه مراراً مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأوضح: “طرح الكونغرس الأميركي مشروع تعديل جديد ضمن قانون الدفاع السنوي لمواجهة النفوذ الأجنبي في حرب السودان، كما أدرج بندًا خاصًا بالسودان تحت عنوان خطة لتعزيز دعم الاستخبارات لمواجهة النفوذ الأجنبي الذي يهدف إلى استمرار أو توسيع النزاع في السودان”.
